في ظلّ عيشنا في بيئة حضرية مترابطة، لعلّ طريقة تنقّلنا من مكانٍ إلى آخر تؤثّر على أسلوب حياتنا بشكلٍ كبير. سواءً كنا ننتقّل ذهابًا إلى العمل أو نتسوّق أو نزور الأصدقاء أو نصطحب أطفالنا، تلعب وسائل النقل دور صلة الوصل بين أماكن تواجدنا والأماكن التي نحتاج إلى الذهاب إليها. ولا شكّ بأنّه من حقنا جميعًا أن نتنقّل بأمان وبكفاءة وعلى نحوٍ يضمن الاستدامة البيئية.
وفي هذا الصدد، حقّقت Cambridge إنجازاتٍ كثيرة يحق لنا الاحتفاء بها. إذ تمّ تصنيفها كأكثر مدينة مُلائمة للمشي على مستوى البلاد. وقد وصل تصنيف موقع Walk Score (موقع إلكتروني يوفّر مؤشرًا يساعد في تقييم إمكانية المشي والتنقّل عند اختيار مكان للعيش) إلى حدّ توصيف Cambridge على أنّها "جنة للمشاة" و"جنة لراكبي الدراجات الهوائية"، إذ حصلت على أعلى الدرجات في كل فئة على مستوى ولاية Massachusetts. ووفقًا لأحدث تصنيفاتPeopleforBikes ، حلّت Cambridge في المرتبة #2 من بين 604 مدن متوسطة الحجم في الولايات المتحدة (لفئة المدن ذات الكثافة السكانية من 50 ألف إلى 300 ألف نسمة) من حيث مُلائمتها لركوب الدراجات الهوائية، وجاءت مباشرةً بعد مدينة Davis في ولاية California. ولعلّ الحظ حليفنا بوجود العديد من خيارات النقل العام، بما يتضمّن خمس محطات Red Line (الخط الأحمر)، ومحطة Green Line (الخط الأخضر) تمّ تجديدها مؤخرًا في Lechmere، وخط قطار الضواحي، و26 مسارًا للحافلات التابعة لهيئة MBTA، والعديد من الحافلات المكوكية المُتاحة للعموم.
إلّا أنّ كل ما سبق لا يُلغي حقيقة وجود العديد من بواعث القلق. فقد ازدادت حركة المرور والازدحام المروريّ منذ الوباء. ومع إضافتنا للمزيد من وسائل النقل، أصبحت شوارعنا أكثر تعقيدًا للتنقّل. وعلى الرغم من الشوط الكبير الذي قطعناه في تعزيز الأمان لركوب الدراجات الهوائية، فقد شهدنا وفاة ثلاثة من راكبي الدراجات الهوائية على طرقاتنا خلال الأشهر الأربعة الماضية، ممّا ترك أثرًا عميقًا في مجتمعنا ويذكّرنا بضرورة بذل المزيد من الجهود. وما زلنا نتلقى ملاحظاتٍ من كبار السن والمقيمين من ذوي الاحتياجات الخاصّة بأنّ التنقل داخل المدينة أو الوصول إلى الخدمات أصبح أكثر صعوبة.
يُسلّط هذا العدد الضوء على جهودنا نحو تحقيق التوازن بين التحديات المُتعدّدة التي تواجه شوارعنا. ما من حلول بسيطة وآنية بلا شك، ولكنني آمل أن تُظهر هذه المواضيع جانبًا من جهودنا المستمرة لجعل التنقّل أكثر أمانًا وكفاءة وبما يضمن الاستدامة البيئية وعلى قدم المساواة لجميع سكاننا.