تودُّ Angela Alfred، نائب مدير الميزانية في Budget Office في المدينة، أن يعرف سكان Cambridge بأنَّ ميزانية المدينة هي خطة — عمادها الحفاظ على استمرار عمل المدينة وخدمة المجتمع.
إذ أفادت Alfred قائلةً: «ترتبط الميزانية بالمجتمع وبوظائفه، وتتعزَّز أواصر هذا الارتباط يومًا بعد يوم». وأضافت «إنَّها خطَّة لكيفيَّة تنفيذ جميع الخدمات التي نقدمها لسكان مدينتنا، مع إبقاء الضرائب عند أدنى مستوى ممكن، وتقديم كل ما يمكننا تقديمه لهم بأفضل صورة».
بدأت Alfred التي تعمل في المدينة منذ 24 عامًا مسيرتها كمتدربة جامعية في Budget Office. بعد تخرجها من الجامعة، عملت في قسم Auditing Department (قسم التدقيق)، الذي قالت بأنَّه أتاح لها خبرةً في التعامل مع دفتر الأستاذ العام (السجلّ المحاسبي الرئيسي الذي يُسجَّل فيه ملخّص جميع المعاملات المالية للمدينة)، وهو جانب آخر من الشؤون المالية للمدينة يُكمل دفتر ميزانية المدينة (المخصَّص لتتبُّع المبالغ المعتمَدة في الميزانية مقارنةً بما تمّ إنفاقه فعليًا). وبعد فترة قصيرة، عادت إلى Budget Office، حيث تعمل منذ ذلك الحين.
عندما عادت لأوَّل مرَّة إلى Budget Office، عملت بشكل أساسي في الإدارات الصغيرة في دور وظيفي مبتدئ. وفي هذا الصدد، تقول Alfred بأنَّ هذه التجربة منحتها منظورًا تصاعديًا من القاعدة إلى القمَّة بشأن ميزانية المدينة، وهو أمر لا يزال يُضفي قيمة لعملها حتى يومنا هذا.
وصرَّحت قائلةً: «لطالما كانت حقيقة أنني تعلّمتُ ذلك من الصفر تقريبًا محطَّ تقديرٍ لدي، لأنني أصبحتُ على دراية بحجم الجهد وتعدد المكوِّنات اللازمة لإعداد الوثيقة السنوية للميزانية، وكيف أنَّ هذا الكتاب وحتى بعد إنجازه يتحوَّل إلى خطة نعمل بها طوال العام لإدارة الشؤون الماليَّة للمدينة».
واليوم، وفي دورها كنائب لمدير الميزانية، تواصل Alfred هذا العمل مع الإدارات، بما في ذلك الإدارات الأكبر مثل Fire Department (إدارة الإطفاء) وDepartment of Public Works. كما تتولى دورًا أوسع في إعداد الوثيقة السنوية للميزانية وتحليل كيفيَّة تكامل الخطة للحفاظ على سير عمل المدينة بسلاسة واستقرار.
وأوضحت Alfred أنَّ العمل مع الإدارات يُوفِّر منظورًا فريدًا حول الطرق المختلفة التي تخدم بها كل إدارة مجتمع Cambridge. وتسلط الضوء على عمل ضباط الشرطة كمثال على ذلك — فبينما يراهم السكان طوال حياتهم في المجتمع، قد لا يكونون على دراية بكل ما يقومون به وكيف تدعم الميزانية التشغيلية للمدينة هذا العمل.
«لدى [ضباط الشرطة] دور أكبر بكثير من مُجرَّد التجوّل وتوفير الأمان. كما أنّهم مندمجون بشكل كبير في المجتمع، ويتعاونون مع شركاء المجتمع مثل مدارسنا وFire Department»، على حدِّ تعبير Alfred. «فكما تعلمون، عندما كنت طفلة، لم أكن أدرك أبدًا أنَّهم كانوا يقومون بأشياء أخرى... وفي الواقع، هذه إحدى الأمور التي يُمكن اكتشافها أثناء المُساهمة في إعداد الميزانية».
إلى جانب العمل مع الإدارات وفريقَي الميزانية والشؤون المالية لإعداد الميزانية التشغيلية للمدينة، تعمل Alfred وBudget Office أيضًا على إعداد الميزانية الرأسمالية، التي تُوفِّر التمويل اللازم للبنية التحتية للمدينة. كما يتعاونون مع مكتب Assessing Office (مكتب التقييم العقاري) لتحديد معدل الضريبة، ويقدِّمون أيضًا الدعم لمنسِّق برنامج Participatory Budgeting (PB) في تنفيذ مبادرات برنامج PB.
يسعى Budget Office أيضًا للاستعداد للمواقف غير المتوقعة التي قد تؤثر على الشؤون المالية للمدينة. كما أكَّدت Alfred على أنَّ عملية إعداد الميزانية تهدف إلى توفير أكبر عدد ممكن من الخدمات المهمَّة للمجتمع، مع ادِّخار المال للمستقبل عندما يكون ذلك ممكنًا. وقد مكَّن هذا النهج في التخطيط للاحتياطيات المدينة من تجاوز تداعيات جائحة COVID-19 بنجاح. إضافةً إلى ذلك، يعمل Budget Office باستمرار على إعداد توقُّعات مستقبلية، تأخذ في الحسبان سبُل تعافي الاقتصاد الحالي الذي يشهد ركودًا طفيفًا.
وأضافت: «نضعُ توقُّعاتٍ لخمس سنوات، ونُناقش مدى التقدُّم وموقعنا الذي نطمح إليه في العام المقبل والعام الذي يليه، رغم معرفتنا بأنَّ هذه التوقعات ستُحدَّث عامًا بعد عام». «لذلك نحن نبحث عن أسوأ السيناريوهات لتجنُّبها ونأمل في تحقيق الأفضل. نبذل جهدًا كبيرًا في التخطيط قبل أن نبدأ حتى أولى خطوات إعداد الميزانية».
إلى جانب هذا التخطيط، فإنَّ عملية إعداد الميزانية نفسها هي جهد مستمر على مدار العام، وهو أمر قد لا يُدرك سكان Cambridge أنَّه يجري خلف الكواليس.
وأضافت Alfred: «قد يستغرق منَّا إعداد الميزانية فعليًّا نحو ستة أشهر، لكن بعد الانتهاء منها، علينا متابعة تنفيذ الخطة التي وضعناها في تلك الميزانية بدقّة على مدار العام». «آمل أن يتمكَّن سكان هذا المجتمع من النظر إلى الوثيقة السنوية للميزانية باعتبارها التصوُّر الذي نضعه لخطَّة المدينة، ولما تقوم به كل إدارة من إداراتها».
الدور المحوري الذي يؤدِّيه هذا العمل في مجتمع Cambridge يحمل معنى خاصًا بالنسبة إلى Alfred، التي نشأت وترعرعت في Cambridge.
وقالت: «لعلَّ أكثر ما أحبه في عملي هو معرفتي بأنَّني نشأتُ في هذا المجتمع، وبطريقة ما، أردُّ شيئًا من الجميل لمجتمعي». «إنَّه مسارٌ مهني يمنحني الكثير من الرضا، لأنَّ هذه المدينة مسقط رأسي.... أرى ما تقوم به المدينة من أعمال، وكيف تُسهم في مساعدة الأفراد الذين يواجهون صعوبات أكبر في حياتهم مقارنةً بغيرهم، وألمس روح التكاتُف المجتمعي. فالناس هنا يهتمُّون ببعضهم بعضًا».