لنحوِّل بقايا الطعام إلى طاقة نظيفة
18/يونيو/2025
لطالما كانت Cambridge رائدة في مجال التسميد لعقود طويلة. إذ بدأت مسيرة المدينة في هذا المجال خلال خمسينيات القرن الماضي أي في فترة عام 1950، حيث كانت بقايا الطعام تُجمع وتُرسَل إلى مطامر النفايات — وكانت هذه المخلفات تُستخدَم لتغذية الخنازير. ومنذ ذلك الحين، تطوَّر برنامج composting في Cambridge ليصبح من بين أهم المبادرات على مستوى المنطقة من حيث الابتكار والحرص على البيئة.
أمَّا في يومنا، فتجمعُ Department of Public Works (DPW) (إدارة الأشغال العامَّة) نحو 45 طنًا من نفايات الطعام أسبوعيًا. ولا يقتصر تأثير هذه الجهود على تقليل النفايات فقط: بل يسهم التسميد في تحقيق أهداف المدينة المناخية، ويخفض التكاليف، بل ويُسهم حتى في الحدّ من نشاط القوارض في الأحياء.
وفي هذا الصدد، يقول Michael Orr، مدير قسم إعادة التدوير في Department of Public Works لدى Cambridge «يُعدُّ التسميد مكسبًا مشتركًا للبيئة والسكان وأصحاب أنشطة الأعمال».
إذ يلعبُ تحويل بقايا الطعام إلى سماد دورًا محوريًا في الجهود المُتعلِّقة بالتغيُّر المناخي لدى Cambridge. وتتمُّ العملية كما يلي، تُفرَز بدايةً نفايات الطعام وتُزال منها المواد الملوّثة مثل البلاستيك أو أي عناصر غير قابلة للتحويل إلى سماد. ثم تُخلط بقايا الطعام النقية مع نفايات المجاري وتُنقَل إلى وحدة الهضم الحيوي (عملية معالجة بيولوجية تُفكَّك فيها المواد العضوية طبيعيًا داخل حجرة مُغلقة، بهدف تحويلها إلى طاقة قابلة للاستخدام ومخصِّبات زراعية). وضمن وحدة الهضم الحيوي، تُحلِّل البكتيريا الطبيعية المواد العضوية، ممَّا يُنتِج غاز الميثان. وبدلًا من السماح لغاز الميثان الناتج بالانبعاث في الجو، تقوم المدينة بجمعه واستخدامه لإنتاج طاقة نظيفة.
أمَّا المواد الصلبة المتبقية بعد إتمام عملية الهضم الحيوي، فلا تُهدَر — بل تُحوَّل إلى سماد عضوي غنيّ بالعناصر المغذّية. ولا يعتمد هذا النظام المُتكامِل الذي يُعيد تدوير موارده ذاتيًا على الوقود الأحفوري، ويُسهم في تقليل البصمة البيئية (مقياس يُستخدم لتحديد حجم تأثير نشاط بشري معيَّن على البيئة من حيث استهلاك الموارد الطبيعية وانبعاث الغازات الدفيئة وتوليد النفايات) لبقايا الطعام، ممَّا يساعد مدينة Cambridge على بناء مستقبل أكثر استدامة.
ومن الفوائد البارزة الأخرى للتسميد مساهمته في تعزيز الصحَّة العامة. فعند فصل نفايات الطعام والتخلّص منها على نحوٍ سليم، ينخفض حجم المواد الغذائية المتروكة في سلال المهملات التقليدية. وهذا يُقلّل بدوره من احتمالية جذب القوارض إلى النفايات السكنية والتجارية.
فضلًا عن كون التسميد خيارًا موفرًا من الناحية الاقتصادية. فبتحويل نفايات الطعام بعيدًا عن مسار التخلُّص التقليدي، تنخفض نفقات مطامر النفايات، ممَّا يُسهم في توفير التكاليف على المدينة والشركات المُساهِمة في العملية على حدٍّ سواء. ومع تزايد النجاح، توسَّع برنامج التسميد في Cambridge ليشمل التعاون مع جميع مدارس Cambridge Public Schools، والعديد من مخازن توزيع الأغذية المحلية، وما بين 80 إلى 90 نشاط أعمال.
ويُضيفُ Orr قائلًا «يجمع البرنامج بين توفير التكاليف ومساعدة البيئة، ما يجعله مكسبًا للجميع».
أمَّا الانضمام والمساهمة في نظام التسميد لدى Cambridge فسهل ويُقدَّم مجانًا. إذ يمكن للسكان زيارة مقر Department of Public Works الكائن في 147 Hampshire Street أو التوجُّه إلى موقع DPW الإلكتروني لطلب سلة مطبخ مجانية مُخصَّصة للتسميد، تأتي مع أكياس قابلة للتحلُّل وتعليمات واضحة لفصل بقايا الطعام.
وإذا لم تكونوا متأكِّدين ممَّا إذا كان المبنى الذي تقيمون فيه مشمولًا ضمن برنامج المدينة للتسميد بجمع المُخلَّفات العضوية من أمام المباني، يمكنكم الاستفسار من مالك العقار أو التواصُل مع DPW مباشرةً. كما تُرحِّب المدينة بالتواصُل مع مالكي العقارات ومديري المباني لتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات التسميد.
ولا يدرك الكثيرون مدى تنوّع المواد المقبولة في هذا البرنامج. إذ يقبل برنامج التسميد لدى Cambridge جميع أنواع بقايا الطعام — حتى الفاسدة منها — بالإضافة إلى مُنتَجات الألبان واللحوم وأكياس الشاي والمناشف الورقية (إذا كانت ملوّثة بالطعام)، وحتى الزهور الذابلة. وهذا التنوُّع الواسع في المواد المقبولة يجعل المُشارَكَة وتحقيق تأثير أكبر أسهل على السكان.
وتُحرِز جهود Cambridge في مجال التسميد تقدُّمًا بخطى سريعة، ولدى المدينة خطط أكبر للمستقبل. إذ تتوقّع DPW أن تُصبح المُشارَكَة في برنامج التسميد إلزامية لجميع سكان Cambridge في غضون العام المقبل. وممَّا لا شكَّ به أنَّ هذه الخطوة ستُسهِم في تعزيز الفوائد البيئية لعملية التسميد العضوي، وتُقرِّب المدينة أكثر من تحقيق أهدافها في الوصول إلى النفايات الصفرية (نهج بيئي يهدف إلى تقليل النفايات إلى الحد الأدنى أو التخلُّص منها بالكامل، بحيث يُعاد استخدام كل الموارد أو تُدوَّر أو تُسمَّد، دون أن تُرسل إلى المطامر أو المحارق أو غيرها) ومواجهة تغيُّر المناخ.
ومن خلال ترسيخ ممارسات تحويل بقايا الطعام إلى سماد كعادة يومية للسكان وأنشطة الأعمال على حدٍّ سواء، تواصل Cambridge دورها الريادي كنموذج يُحتذى به — إذ تُحوِّل بقايا طعام الأمس إلى طاقة نظيفة لمستقبلٍ أكثر استدامة وصحَّة للمجتمع.
يمكن لأصحاب أنشطة الأعمال المهتمين بالتعاون مع برنامج المدينة للتسميد بجمع المُخلَّفات العضوية من أمام المباني، التواصل عبر البريد الإلكتروني recycle@cambridgema.gov للحصول على مزيد من المعلومات.
"
يجمع البرنامج بين توفير التكاليف ومساعدة البيئة، ما يجعله مكسبًا للجميع. — Michael Orr، مدير قسم إعادة التدوير، Department of Public Works لدى Cambridge
"